الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مواطنون يعلّقون على معارضة السبسي ارتداء الحجاب في رياض الأطفال: انقسام واختلاف بين المساندين والرافضين

نشر في  19 أوت 2015  (12:07)

عبّر رئيس الجمهورية، الباجى قائد السبسي  يوم عيد المرأة 13 أوت، عن انشغاله من بعض الظواهر التي وصفها بـ«المتخلفة» في معاملة البنت الصغيرة في بعض دور الأطفال الخارجة عن القانون والمتمردة على أساليب التربية العصرية كما وضعتها الدولة ومؤسساتها التربوية، وفق تعبيره.
وقال رئيس الجمهورية إنه لم يعد مقبولا في مجتمع كان له السبق في تعليم البنت أن تحجب بنت الأربع سنوات أو التي مازالت في المدرسة الابتدائية، معتبرا أن الأمر مناف لمجلة الأحوال الشخصية وحقوق الطفل ولأبسط قواعد التربية العصرية، داعيا الدوائر المسؤولة إلى مقاومته بتطبيق القانون.
وفي هذا الخصوص، حاولت أخبار الجمهورية الاتصال بمندوبية حماية الطفولة بتونس، للتقصي حول عدد رياض الأطفال غير المرخص لها، وحول عدد التشكيات التي تتلقاها المندوبية، ولكن لم نستطع التحصل على أحد وهنا، نلفت نظر وزارة المرأة الى أنّه من غير المعقول أن لا تتفاعل المندوبية مع وسائل الإعلام.. وماذا لو اتصلت بها عائلة تشكو من اعتداء على طفلها؟ هل المندوبية في عطلة؟

وفي ذات السياق، كانت ردود الأفعال والأراء متباينة في صفوف المواطنين ممن حاورناهم حول موقف رئيس الجمهورية المعارض لارتداء الحجاب عند الفتيات الصغيرات.
وفي هذا السياق اعتبرت ألفة بن عيسى أن البنت الصغيرة التي دون السبع سنوات، لا حكم لعورتها، ولها حرية لباس الثوب القصير، ولا بأس، وإن كنا نرى ألا تعود لبس الثوب القصير، لأنها إذا لبست الثوب القصير خفّ حياؤها إذا كبرت، لكن من جاوزت ذلك فإن النساء يختلفن، من النساء من يكون شبابها طيبا حتى ترى من لها عشر سنوات تقول: هذه بالغة، فمتى تعلق النظر بها بقطع النظر عن سنها، وجب عليها أن تحتجب، على حد تعبير ألفة..
وأكدت محدّثتنا أنه لابد من التدرج من الصغر وأن الستر ليس بالعيب، على حد تعبيرها.

الحجاب حرية شخصية

وفي ذات السياق، أوضحت نسرين النصراوي(طالبة)، أنه كان من المفترض أن يصدر الرئيس قرارا يمنع كل ما يهدد استقرار البلاد و تقدمها وأمنها، وأن يوجّه قراراته لحماية الحريات، لا لطمسها، والحجاب حرية تدخل في علاقة بالخالق ولا بالمخلوق. وقالت النصراوي إنه من غير المنطقي منع الحجاب عند الأطفال، فالأحسن الالتفات لوضع البلاد والكف عن التدخل في الشؤون الشخصية. كما استغربت من عدم صدور قرار يمنع بيع الكحول والخمور على سبيل الذكر، وفق تعبيرها.

ضدّ تحجيب الصغيرات

من جهة أخرى، قالت سميرة الدالي (موظفة ببنك)، إنها مع منع الحجاب في رياض الأطفال، لأن من واجب أي مؤسسة تعنى بالتعليم والتربية، أن تعلّم الأخلاق والأدب والمثابرة وجملة المبادئ الانسانية، هذا دون التغافل عن توضيح مبسّط وسهل للدين وأهم القيم التي ينادي بها. وإن كانت لها رغبة في التحجّب فيما بعد، وهي ناتجة عن قرار شخصيّ وتجربة ذاتية بعد نضجها ووعيها، فليكن ذلك.
كما اعتبر فريد الدريدي (تاجر)، أنه ضد تحجّب الفتيات الصغيرات من ناحية مبدئية، لأنه لا يمكن فرض رأى ونمط عيش على طفلة ليس في مقدورها بعد أن تكون سيدة قرارها. وبيّن الدريدي أن دوره كأب يتمثل في تنوير وتعليم ابنته قيم التمدن والتحضر التي حققتها المرأة التونسية على مدى عشرات السنوات، ليكون لها فيما بعد حرية القرار والاختيار.

الخبير النفسي محمد الصندي: الحجاب عند الصغيرات فيه نفي للذات

أوضح الخبير النفسي محمد الصندي، أن اللباس جزء من الذات وهو يعكس المظهر والذوق، يعدّ اللباس نتيجة اختياراتنا وقراراتنا.
واعتبر الخبير النفسي أن الحجاب عند الأطفال فيه نفي للذات وللارادة وهنا يكمن الخطر، حيث أننا نفرض نمطا فكريا وثقافيا معينا على أطفال لم ينضجوا بعد، مما قد يعود عليهم بانعكاسات خطيرة في علاقتهم مع أنفسهم ومع محيطهم.
ودعا الخبير النفسي محمد الصندي إلى ترك حرية اختيار اللباس إلى صاحبه، فهي من ناحية مسألة ذوقية قد تتغير مع تغير السن ونظرتنا إلى العالم، ومن ناحية أخرى قد يعكس المظهر جزءا من شخصيتنا، مضيفا أن الانسان يبدأ في التفكير بجدية في تقرير مصيره بعد سن العشرين وبعد اكتمال نموه الجسدي والعقلي، بالاضافة إلى احتمال تغيّر مواقفه وقراراته نتيجة عوامل موضوعية وذاتية.

نضال الصيد